التأمل والنوم العميق
Apr 29, 2019من فوائد التأمل: النوم العميق
الإنسان من الكائنات القليلة الـ بتنام نوم عميق لساعات كتير متواصلة. والنوم هو غريزة هتحصلك شئت أم أبيت، وحتى لو فضلت تقاوم النوم لأيام هتيجي في لحظة وجسمك هيحبرك انك تنام يا اما ممكن تحصل مشاكل كبيرة. وده معناه إن النوم ضروري للحفاظ على البقاء والتطور وتكملة رحلة الحياة.
النوم هو وقت الجسم والمخ بياخد هدنة من الحركة والنشاط والتفكير، كأنك بتطفي وظائف كتير بتعملها أثناء اليوم عشان يقدر جسمك يتشافى ويستعيد توازنه ويشحن من جديد.
ومع انتشار عادات كتير مضرة زي الأكل قبل النوم والتفكير الزائد والافراط في استخدام الأجهزة وعدم ممارسة الرياضة والإفراط في المجهود الذهني وتأخر وقت النوم وغيرها من العادات المؤذية، أصبح التوتر المستمر والأرق سمة مستمرة في حياة كتير من الناس. والأرق أو عدم القدرة على الوصول للنوم العميق من أخطر المشاكل المؤثرة على كل وظائف الجسم والعقل، تخيل ببساطة انك مش بتشحن الموبايل لآخره وفي نفس الوقت عايز تفتح كل التطبيقات وتستخدمها في نفس الوقت ويفضل الموبايل شغال من غير ما يفصل! هتكون النتيجة ايه؟ انه هيفصل برده
في مراحل مختلفة بيشتغل فيها المخ. معظم الناس بتكون عايشة معظم الوقت في مرحلة (بيتا) وهي مرحلة التفكير السريع والتوتر واتخاذ القرارات وعمل أكتر من شيء في نفس الوقت، واستمرار المرحلة دي لفترات طويلة مرهق جدا نفسيا وبدنيا. والـ بيحصل ان آخر اليوم تلاقي الشخص جاب آخره من التعب ودخل مباشرة في مرحلة (دلتا) وهي مرحلة النوم العميق، يقوم يصحى فجأة على مكالمة تليفون أو فنجان قهوة يدخله فورا في مرحلة بيتا! وبعض الناس الـ بتعاني من الأرق مش بتدخل حتى في مرحلة النوم العميق وحتى أثناء النوم بتكون الأفكار شغالة ومستمرة! فالأحلام ما هي إلا أفكار ومعظم الأحلام بتكون تعبير من العقل اللاواعي عن كل الأحداث الـ مر بيها أثناء اليوم، أو المشاعر التي تم كبتها أو المخاوف والرغبات الغير محققة.
ماذا يفعل التأمل؟
مع ممارسة التأمل باستمرار يتعلم الشخص يمر في مرحلتين انتقاليتين وهما (ألفا) و (ثيتا). أثناء مرحلة ألفا بيكون بيكون المخ في حالة استرخاء لكنه في نفس الوقت واعي وملاحظ لما يحدث. تقدر تقول هي مرحلة بين النوم واليقظة، والهدف الأساسي من التدريب على التأمل هو أن يتقن الشخص الدخول في مرحلة ألفا بسلاسة، فإلى جانب كونها مرحلة مهمة لاسترخاء العقل والجسد والدخول في النوم العميق، فهي أيضا تعتبر بمثابة جسر بين العقل الواعي واللاواعي، ويتم أثنائها برمجة عقلك اللاواعي واكتشاف وتغيير أو تثبيت معتقداتك الأساسية عن نفسك وعن الآخرين وعن الحياة، والتي هي بمثابة المحرك الرئيسي لكل تصرفاتك وردود أفعالك. ومع الإستمرار في ممارسة التأمل كعادة يومية تصبح مرحلة (ألفا) هي الأساس حتى أثناء اليقظة! وتدخل في مرحلة (بيتا) بإرادتك فقط عند الحاجة. وبالتالي يكون العقل والجسد في حالة استرخاء وتركيز وسكون معظم الوقت. أما (ثيتا) و(جاما) فهي مراحل أعمق ولها سمات مختلفة يدركها الشخص مع التدريب المستمر للتأمل. والجدير بالذكر أن معظمنا نمر بكل المراحل لكن بنسب مختلفة.
ولذلك فممارس التأمل يدخل إلى النوم العميق بسهولة، كما أنه قد يحتاج إلى عدد ساعات أقل! لأن نومه عميق وتدريجي، فجسمه وعقله يكونان في استرخاء تام ويقوم من النوم في أفضل حالات النشاط ...