الثقب الأسود

يقول العلم أن الثقوب السوداء هي أماكن غامضة في الكون لها جاذبية عالية جدا لدرجة أن لا شيء ينفذ من خلالها ولا حتى الضوء. وتتلاشى قوانين الزمان والمكان في داخل الثقب الأسود؛ فإذا ذهب جسم للثقب الأسود لا أحد يعلم أين سينتهي في الجانب الآخر. قد يسافر لحظيا إلى بعد آخر ... احتمال آخر بقوانين مختلفة صعب التنبؤ بها!
ليس هذا فقط ... بل إذا افترضنا أن صديق لك تمكن من تجاوز أفق الحدث - وهي نقطة اللاعودة التي يبتلعه عندها الثقب الأسود - بينما أنت تشاهده من بعيد قليلا ... سوف ترى أن جسمه يتمدد تماما مثل المكرونة من شدة الجاذبية ... ثم يحترق بعدها ويتحول لضوء ثم يختفي! هذا ما ستراه عيناك .. أنه مات.
أما بالنسبة له ... فالموضوع مختلف وقد يكون بخير وعلى قيد الحياة! قد لا ترى صديقك مرة أخرى لكن هناك نسخة أخرى منه قد تكون على قيد الحياة وسوف يشعر بقوة الجاذبية تسحبه بسرعة رهيبة كأنه يعبر نفقا طويلا بسرعة كبيرة جدا ... حتى ينتقل بعدها لبعد آخر لا نعلم عنه شيئا.

أقول لكم:
الثقب الأسود هو حالة السكون الداخلية "الولاحاجة" التي نعود إليها في جلسات التأمل. وهو الرحم الذي ينجذب إليه الرجل ليعود من حيث أتى. وهو البوابة التي أتينا منها جميعا إلى الحياة، وولدتنا أمهاتنا كما تولد الأفكار والإلهامات والإبداعات من حالة السكون الداخلي ... وفي عمقها يتلاشى الزمان والمكان ... وتسافر الروح في لحظة لتقطع سنوات ضوئية تطلع خلالها على نسخك واحتمالاتك اللانهائية ... ولا تعود بعدها نفس الإنسان ولا يعود واقعك وعالمك كما كان ...

#الولاحاجة_كل_حاجة