المستنير

من هو المستنير/ة؟

المستنير هو الشخص الذي يعيش حياته في تناغُم كامل مع التَّاو؛ مع الطبيعة … مع طريقة سير الأمور.

هل هو شخص؟
المستنير تحرر من هويته الذاتية الضيقة .. فأدرك حقيقة من يكون ... لا شيء.
عندما أقول "لا شيء" قد يتبادر إلى ذهنك صفات مثل التواضع والبساطة والزهد، لكنه أسقطها كذلك، فلم يعد له صفة سوى الحضور الصافي.

لذا عندما يستخدم المستنير اللغة، فهو لا يستخدمها مثلما يستخدمها الفيلسوف أو العالِم أو رجل الدين. بل هو يشير إلى حقيقة يمكن تذوقها بالتجربة المباشرة ولا يمكن وصفها بالكلمات. الناس سوف يسيئون فهمه مرارا وتكرارا ويظنون أنه يتحدث عن الأشياء التي تعرفها عقولهم محاولين تصنيفه، وهذا التيه جزء طبيعي وضروري في رحلتهم، لكن دور المستنير هو تحرير الناس من عقولهم، أو بمعنى آخر إرشادهم أنهم ليسوا عقولهم.

وأحيانا يضطر المستنير إلى زيادة التبسيط في استخدام اللغة وتسطيح الرسالة حتى يخاطب القاسية عقولهم؛ مجرد خدعة طيبة تشتت منطقهم المتحجر وتربك تعلقهم بعالم الظاهر ... وحينها فقط يمكن لقلوبهم أن تتذوق النور ... ويدركوا حقيقة من يكونون ... أنهم جميعا مستنيرون.

"عندما يسمع المستنير عن التَّاو
فإنه يحتويه كله
عندما يسمع الرجل العادي عن التَّاو
فإنه يصدق بعضه … ويشك في بعضه
عندما يسمع الأحمق عن التَّاو
فإنه يضحك ويقهقه عاليًا
إذا لم يضحك
فذلك ليس التَّاو (...)

تعليم بدون كلمات
إتمام بدون أفعال
تلك هي طريقة المستنير"

تاو تي تشينج
كتاب طريق الاستنارة