الولاحاجة
Jan 10, 2021لما بستخدم كلمة "الولاحاجة"
مش بيكون قصدي أي كلام.
الولاحاجة هي مجرد كلمة تشير إلى حاجة أكبر ... حاجة العقل مش بيستوعبها ومش بيفهمها وميعرفش يحللها ... فهي بالنسبة له ولاحاجة ... لكن هي في الحقيقة كل حاجة.
الولاحاجة هي حالة من السكون الداخلي ... السكون ده مش بتقدر تعيشه طول ما عقلك منهمك في التفكير والتحليل وجسمك مليان بالسموم ومشاعر الخوف والحزن والندم. كل الحاجات دي بتصعب عليك انك تستشعر "الولاحاجة"؛ لأن الولاحاجة هي مش حاجة معينة برّاك هتحاول توصلها، هي مش زي عربية أو موبايل هتشتريه وتمسكه في ايدك، وهي مش هدف معين هتحققه أخيرا في زمن معين في المستقبل، مينفعش ترسم لها خطة أو نقطة معينة تكون "خلّصت فيها وحققت الولاحاجة، لأنها ببساطة مش حاجة ينفع تتمسك أو تتشاف أو تتحقق.
الولاحاجة هي انت الحقيقي؛ هي فطرتك الغير ملموسة بدون أي إضافات، قبل ما يتضاف عليها أفكار ومعتقدات .. انت قبل ما يكون عندك جسم ملموس أو حتى طاقة غير ملموسة.
الغرفة ممكن يكون فيها أثاث وأشياء كتيرة مرئية وملموسة ولها فوائد، لكن بدون وجود الفراغ بينها .. هتكون كل حاجة مزدحمة وملزقة ومش هتقدر تستخدم حاجة. الشارع قد يتواجد فيه سيارات وناس ومباني ... لكن بدون وجود الفراغ الـ بيتحركوا جواه .. مش هيكون فيه أي شيء ولا حركة ولا حياة.
زحمة الحياة بتاخدنا وبتخلينا نتعلق بالناس والأشياء وكل شوية تقع ضحية للرغبات والمخاوف ... وتنسى نفسك وحقيقتك. تعتقد إن انت كل حاجة شايفها وسامعها وتبدأ تتفاعل وتتخانق على هذا الأساس ... وتنسى الأساس ان انت "ولاحاجة". انت الوعاء والوعي اللانهائي الموجود جواه كل حاجة. الوعي ده غير مرئي وغير ملموس ... لكن من غيره مفيش إدراك لأي حاجة ... مفيش حاجة.
إدراكك لحقيقتك هي نقطة البداية للحرية المطلقة .. والعودة للفطرة الـ هي أصلا انت وعمرك ما كنت حاجة غيرها، لكن عقلك مش مصدق لأنه مشغول ومسحول في تصديق أوهام جسمك بيتفاعل معاها.
الولاحاجة هي مساحتك الهادئة داخليا .. حتى لو خارجيا بتتحرك وبتشتغل تقدر تكون متصل بالولاحاجة وعايشها.
امتى هتدرك إن مفيش أي حاجة هتعرف تحقق لك الولاحاجة .. لأن انت أصلا بالفعل ولاحاجة؟
دلوقت ...
مش هتعرف تدرك ده غير هنا ودلوقت
لأن المستقبل والماضي "حاجة"
أما الحاضر فهو "الولاحاجة"
الحاضر مش لحظة عابرة
الحاضر هو الحقيقة الوحيدة
المساحة اللانهائية الموجود جواها الماضي والمستقبل وكل حاجة.
وممكن نشيل مصطلح "الولاحاجة" ونحط مكانه أي كلمة تانية زي "الوعي أو السكون أو الروح أو الفضاء أو اللانهائية" وهتأدي الغرض مش مشكلة؛ لأن الولاحاجة مش كلمة .. وأبعد بكتير من اللغة والحروف الـ عينك شايفاها ... لكنها أقرب للفراغات في الخلفية بين الحروف الـ من غيرها مفيش معنى ومفيش رسالة هتوصلك ومفيش حاجة.
وهو ده الـ بقصده لما بقول #الولاحاجة_كل_حاجة