انت عايش ليه؟
Mar 01, 2020انت عايش ليه؟
احساسك بقيمتك الذاتية ... مصدره ايه؟؟
ناس كتير أوي بشوفها بتستمد قيمتها الذاتية من الشغل، احساسه بمكانه في منصب معين اتعود عليه .. احساسه انه مشغول وبيعمل حاجة مفيدة. فييجي لما يسيب شغله لأي سبب أو يطلع ع المعاش بيحصله لخبطة .. وبيحس ان قيمته دي مبقتش موجودة، ويبدأ يحس بفراغ وتوهان ولخبطة داخلية هو نفسه مش فاهمها بس بلا وعي يبدأ يسقطها على الناس حواليه.
آباء كتير بيستمدوا قيمتهم من أبناءهم واحساسهم ان "دول ولادي لازم يكونوا أحسن ناس في الدنيا وأنا عرفت أربي". لكن للأسف في مرحلة معينة لما الأبناء يكبروا ويستقلوا أو يتجوزوا يبدأ الآباء يحسوا بفراغ ولخبطة في القيم .. "أنا هعمل ايه دلوقتي؟ هقضي يومي ازاي؟ ايه الهدف من وجودي هنا؟" وللأسف ده أحيانا بيتحول لرفض استقلال الأبناء بشكل غير مباشر وتعلق زائد بيهم ممكن يوصل لسيطرة ورغبة في التحكم بتعمل مشاكل كتير.
ونفس الشيء الـ بيستمد قيمته الذاتية من شريكة حياته أو شريك حياتها، ممكن ده مع الوقت يخلي الشخص مش مركز مع نفسه وكل تركيزه مع الشريك، الـ مع الوقت بيحس بعبء كبير ويصبح في عدم توازن في العلاقة، وبردو ممكن يتحول لتعلق ورغبة في التحكم بالطرف الآخر.
بتستمد قيمتك الذاتية منين؟ امتى بتحس ان وجودك في الحياة مفيد وبتحس انك عايش مستمتع وراضي ومنسجم مع رسالتك فعلا؟ سؤال مهم تجاوب عليه وتتأمل فيه لأن تقريبا كل حاجة بتعملها في حياتك هتترتب على إجابتك.
الإنسان محتاج يحس ان وجوده في الحياة ليه لزمة، محتاج يحس انه بيتطور وبيفيد الناس حواليه بطريقة أو بأخرى، محتاج يحس إن حياته ليها معنى ورسالة بيأديها. والحقيقة ان انت مش بس موجود هنا عشان في رسالة تأديها، انت رسالتك مفيش حد غيرك هيقدر يعملها زيك. في لمسة معينة انت موجود عشان تضيفها في الكوكب ده وبصمة معينة هتسيبها ومش هتتكرر، البصمة دي خاصة بيك انت بس، ومهم يكون احساسك بقيمتك الذاتية مرتبط بادراكك لرسالتك وتأديتك ليها. التربية والشغل والارتباط حاجات عظيمة وجميلة وأساسية مينفعش نقلل منها، لكن في نفس الوقت مينفعش رسالتك تكون مقتصرة فقط على شخص آخر أو مكان معين انت بتشتغل فيه. ماذا لو الشخص ده مبقاش موجود؟ ماذا لو الشغل ده مبقاش متاح؟؟
عشان كده رسالتك هي قيمة مستمرة انت بتعيشها في حياتك وبتضيفها لغيرك. وكل ما تكون قريب من رسالتك كل ما بتعيش مبسوط ومنسجم ومستمتع متعة حقيقية مش مرتبطة بزمان ومكان وشرط معين، الشخص المدرك لرسالته بيكون عايش منسجم معاها وفاكرها وحاسسها حتى وهو بيغسل سنانه أو بيتغطى عشان ينام أو بياكل أو بيهزر أو بيسوق العربية، هو عايش رسالته ومدرك إن كل خطوة في حياته هتساعده وهتقربه أكتر منها ...
إدراكك لرسالتك ليه خطوات وطرق مختلفة، في ناس بتعمله بطريقة ممنهجة ومحدده وفي ناس عايشاه وعارفاه بفطرتها، وفي جلسات تدريب شخصي وبرامج مختلفة مخصصة لمعرفة رسالتك والعيش في انسجام معاها ... والمقال ده هو تذكرة لأهمية إدراكك لرسالتك في الحياة وانك من وقت للتاني تسأل نفسك: منين بستمد قيمتي الذاتية؟ امتى بحس اني عايش مبسوط ومنسجم مع رسالتي؟ ايه هي رسالتي في الحياة وهل أنا عايش دلوقتي منسجم معاها؟