قانون الوفرة
May 13, 2020عندنا في المنطقة من فترة كان كل ساكن في العمارات حاطط حديدة في الأرض وسلاسل وقفل، وأحيانا صخور تقيلة وبراميل عجيبة وأقفاص حديدية عملاقة بهدف حماية المكان الـ عربيته بتركن فيه والـ هو قرر ان المكان ده بتاعه. وطبعا الموضوع كان بيعمل مشاكل وخناقات كتير بين السكان ولو حد أخد مكان حد تاني تبقى مشكلة كبيرة، وكانت النتيجة إن لو المكان بتاع شخص اتاخد صعب جدا يلاقي ركنة لأن كل الأماكن متقفلة حتى لو فاضية ومفهاش عربيات.
بعد كده البلدية جددت الشوارع وقررت تشيل كل الأماكن والأشياء الـ الناس حطاها، والجميل الـ حصل ان من وقتها بلاقي ركنة بسهولة وأصبحت الأماكن متوفرة معظم الوقت وأي حد بيركن في أي حتة ومع ذلك كله بيلاقي أماكن رغم زيادة عدد العربيات.
الـ حصل ده اسمه "قانون الوفرة"، والمثل ده ممكن نطبقه على كل حاجة في الحياة من فلوس لممتلكات لسلع لأماكن. الكون فيه رزق ووفرة تكفي كل الناس والمخلوقات وتفيض إلى ما لا نهاية. لكن الطمع والجشع والأنانية والخوف وتفكير كل واحد الضيق في مصلحته وياخد أكتر من حاجته هو ده الـ بيأدي لخلل في التوازن، لا الأناني هيستمتع بممتلكاته لأنه هيفضل على طول عايش في خوف وبيحاول يأمن نفسه، ولا الناس التانية هتلاقي حاجة لأن فئة قليلة هي الـ أخدت كل حاجة، زي ما حصل في السلع الاستهلاكية أيام الثورة وأول أيام الكورونا لما الناس اتصرفت بطفولية وجشع ولموا كل حاجة من الهايبر ماركت كأننا داخلين على مجاعة.
اعمل الـ عليك واسعى بأريحية ويقين ان رزقك هيجيلك لحد عندك بسلاسة، وهتلاقيه بيجيلك من حيث لا تحتسب، أما لو سمحت للخوف والطمع يسيطر عليك اعرف إن ده أول خطوة في طريق الفقر وقلة البركة ...